أبلغنا وزير الخارجية التركية بالزيارة .. ولدى الحكومة الحالية رغبة حقيقية .
استضافت قناة الميادين والمقربة من المعارضة اللبنانية السيدة ” ايلاي اقصوي ” النائب والمسؤولة عن الأمور المتعلقة بالهجرة في الحزب الديمقراطي التركي خلال زيارتها لجمهورية لبنان على رأس وفد يضم مسؤولين تابعين للحزب .
” اعتماد المقاربة اللبنانية في الحل”
جوابا على سؤال المذيع عن أسباب الزيارة التي قامت بها السيدة اقصوي لوزير الهجرة اللبناني ، قالت اقصوي بان الحزب الديمقراطي التركي يركز كثيرا على المسألة المتعلقة باللاجئين المتواجدين في سوريا ، وكونها هي المعنية بأمور الهجرة في الحزب ، فمن المهم بالنسبة للحزب الاطلاع ومعرفة كيفية تعاطي لبنان مع أزمة اللاجئين التي يعاني منها منذ سنوات عدة ، والاستفادة من تجربته وخبرته في اعادة النازحين السوريين الى ديارهم بشكل آمن .
” تشابه في الأزمات والمشاكل “
أكدت ايلاي اقصوي أن لبنان يعاني من مشاكل بسبب ازمة اللاجئين كتلك التي تعاني منها تركيا ، فهناك خلل اجتماعي تسببت فيه الأعداد المتزايدة من اللاجئين ، حيث أن معدل الانجاب لدى السوريين في تركيا مثلا يبلغ ٥،٨ % ، وهناك حوالي ٢ مليون طفل لايتجاوزون سن ١٨ سنة يقيمون في تركيا ويعتبرون جيلا ضائعا بين تركيا سوريا ، ولاشك أنهم سيشكلون مستقبلا ازمة حقيقة وسيساهمون في زعزعة الاستقرار في المجتمع التركي ، ومن الضروري ان يعود ابناء هذا الجيل الى بلادهم بشكل آمن ليعيشوا ضمن عاداتهم وتقاليدهم لانه لاشيء في الدنيا يعادل قيمة الوطن .
” هناك قيود ديموغرافية “
وذكّرت اقصوي بان هناك عدد كبير من اللاجئين المتواجدين ضمن الاراضي التركية من جنسيات مختلفة ، الا ان السوريين لا يحملون صفة ( لاجئين ) بشكل قانوني ، وانما يقيمون تحت بند “الحماية المؤقتة” .
واستنادا الى معاهدة جنيف عام ١٩٥١ ، فان هناك قيودا ديموغرافية في تركيا تمنح حق اللجوء القانوني للوافدين من اوربة فقط ، اي ان السوريين ليس لديهم اي وضع قانوني في البلاد ، فتم تخصيص قانون لهم في تركيا لتوفير حماية خاصة لهم وهو قانون ” الحماية المؤقتة “
” يجب ان يعودوا الى مناطقهم الأصلية “
شددت اقصوي الى ان ان عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم لن تتم الا بفتح قنوات للتواصل مع الجمهورية العربية السورية مباشرة ، فهم مسؤولون في النهاية عن مواطنيهم . ووفقا للقانون الدولي فان هؤلاء اللاجئين يجب اعادتهم الى مناطقهم الأصلية وليس الى مناطق أخرى في اشارة منها الى المناطقة التي تسمى ب ” الآمنة ” ، وهذا يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية ، ولم تنفي أقصوي خطتها لزيارة سوريا مستقبلا على راس وفد من المعارضة التركية او حتى برضى وموافقة الحكومة التركية .
” أبلغنا وزير الخارجية .. ولدى الحكومة الحالية رغبة حقيقية”
وصفت اقصوي اثناء حديثها الاوضاع في تركيا بالحرجة ، وانها وصلت لنقطة فاصلة باتت تتطلب حلا دبلوماسيا عاجلا للتواصل مع الجمهورية العربية السورية من اجل تحسين مستقبل العلاقات التركية السورية ، وهذا الحل يتبناه الحزب الديمقراطي والمعارضة وبعض مناصري الحكومة التركية والباحثين عن الحلول .
واضافت اقصوي بأنها تعتقد ان هناك اهتماما حقيقيا من قبل الحكومة التركية والمعارضة على السواء لايجاد علاقات ديبلوماسية ايجابية مع سوريا للتوصل الى حل لاعادة اللاجئين ، واصرت اقصوي على ان هناك رغبة حقيقية لدى الحكومة الحالية في الحل الديبلوماسي .
واعترفت اقصوي بانها ابلغت وزير الخارجية التركي بهذه الزيارة للبنان من قبل ، كما أنها ستقوم بإطلاعه على جميع المحادثات والنقاشات التي دارت خلال هذه الزيارة ، حيث ان تواصلها مع دولتها بهذا الشان هو امر طبيعي جدا بالنسبة لها.