الازمة ما بعد الانتخابات بين امام اوغلو وحزب الشعب الجمهوري -يحيى بدر
الازمة ما بعد الانتخابات بين امام اوغلو وحزب الشعب الجمهوري
————————————————————————–
تعصف بحزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أزمة كبيرة لم تكن معروفة لمن هو بعيد عن تفاصيل اروقة الحزب
لماذا رفض كمال كليجدار أوغلو الاستقالة من رئاسة الحزب ؟
وماهي الصعوبات والتناقضات التي تمنع أكرم امام اوغلو من الوصول الى رئاسة حزب الشعب الجمهوري ؟
يسعى امام اوغلو لان يكون رئيس الحزب القادم بعد ارغام كليجدار اوغلو على الاستقالة , وحتى يتم ذلك يتوجب على الاعضاء العاملين الدعوة لاجتماع الى مؤتمر عام طارئ حتى يتقدم المعارضون لبقاء كليجدار اوغلو في منصب الرئاسة بطلب الى المؤتمر العام لاقالة كليجدار اوغلو وفي حال اقراره يترشح المنافسون ويتم انتخاب رئيس بديل
لكن الزمن المتبقي لانتخابات البلدية قصير للعاية ( في مارس القادم ) ويحتاج الحزب الى رص الصفوف لدخول الانتخابات وليس الى اثارة الخلافات الداخلية خاصة وان اداء رئيس البلدية سيئ والتذمر واسع في اسطنبول
كما أن امام اوغلو مهدد من القضاء بمنعه من العمل السياسي بسبب محاكمة مازالت قائمة بتهمة تلقي رشاوي بالملايين عندما كان رئيسا لبلدية بيلك دوزو باسطنبول , ومن غير المعروف متى تبت المحكمة بالدعوى
واذا قضت المحكمة بادانته سوف تنتهي حياته السياسية .
واذا نجح في الوصول الى رئاسة الحزب يتوجب عليه الاستقالة من رئاسة بلدية اسطنبول وعندها سيقوم حزب العدالة بادارة البلدية حتى موعد الانتخابات
لكن القضية الاخطر تكمن داخل قيادات حزب الشعب الجمهوري
لقد نجح كليجدار اغلو في زرع كوادر حزبية موالية له من الاقلية التي ينتمي اليها في اكثر من نصف كوادر الحزب على مستوى تركيا ولا يتناسب هذا التوزع مع نسبة الاقلية ( الحالة مشابهه لما فعله حافظ اسد بعد استيلائه على وزارة الدفاع ) , وتوجد الان حالة صراع بين اتباع كليجدار اوغلو وجماعته والقوميين الاتراك الذين هم في حزب الشعب
ان مشكلة امام أوغلو انه يتبنى خط تلك الاقلية وهو ليس منها اي انه لا يحظى بقبول القوميين داخل الحزب ( عبد الحليم خدام تركيا )
وفي حال اسقاط كليجدار اوغلو ستتم تصفية الكوادر الحزبية المواليه له .. اي التي ستدعم امام اوغلو نفسه
تريد الكوادر القومية اعادة الحزب الى الصف الوطني بينما يرهن كليجدار اوغلو خطه السياسي الى امريكا وكذلك قام امام اوغلو بالتفاوض مع السفير البريطاني عدة مرات ولم يفصح عن الموضوعات التي بحثها لساعات طويلة وزار انكلترا وحظي بالرضى الغربي قبل الانتخابات بعدة اشهر
سوف يستمر الصراع ومن غير المعروف الى اين ترسو قيادة حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض
الشيئ الاكيد ان الحزب يترنح ولن يخرج من ازمته الا مثخنا بالجراح