حكايتان
أنا وطفلتي على الطريق
حكايتان تخطوان
غريبتان نسمع صداهما
في ضجيح غفلة الحياة
وزحمة الآمال
غريبتان عن ذاكرة التراب
عن كل أذرع الشجر
معذبتان بالنظر
وهاربتان من دوامة السؤال
تهتديان بحافتين
لم تنطقا ولو بكلمتين
إلى أين ؟
…………………
أنا وطفلتي
نرسم خطانا
فوق ظلال المصابيح المعلقة
فتزجرها أبواق مركبات الخوف
يلاحقنا العتب بعينيه
فأسرع في خطاي
ليختل أيقاع خطاها
فتلتفت الي بعينين تعصران سؤالا وحزنا
عن كل ما مضى
في ذاكرتها القصيرة
ترى ، الى أين ؟
………………………….
على الطريق
ممسكاً بيدها الصغيرة
ألتقط اللحظات من قمامة ذكرياتي المبعثرة
فتأبى أن ترافقني
الا كسوط من صدى سخرية
تجلدني على ايقاع خطوات ابنتي الخائفة
فأسرع بآلامي
حتى أبتعد عن سراب الذاكرة
وأهيم في طريقي المرسوم
مبتسما كدمية
أو كجثة محنطة
بابتسمامة مجمدة
في متحف المستقبل
كحكاية يابسة
كشامةٍ تزين خدّ جدول ماء
طعنته فروعه العديدة من ورائه
فتلتقطها بيدها جدّة
وتحرقها حول أحفادها
حكاية حيّة
أنا وطفلتي ..
………………………. ….
