خطأ السياسي جريمة – يحيى بدر

خطأ السياسي جريمة:

—————————————————————————-

ان معظم دول الفقراء غنية بالموارد الاولية والاجيال الفتية لكنها فقيرة المداخيل ويعم فيها الجهل وتخلف التعليم والخدمات والصحة وضعف الانتاج والفساد وسوء الادارة ..

والنتيجة ..

يسعى الكثيرون من رعايا الدول الهريانة الى الهجرة الى الدول التي تغلبت على تلك المشاكل

اي الدول التي دربت شعبها وعلمته وراقبت الادارة الحكومية ومنعت الفساد وبنت الطرق والخدمات واتاحت الرعاية الصحية ووفرت العمل وراقبت جودة الانتاج وصدرت منتجات هذا الشعب وصار الجميع غنيا ..

ان راس خيط الخروج من الازمة هو توفر الادارة المتميزة ..

ادارة مخلصة خبيرة متخصصة حازمة (ليست طماعة ولا انانية) وليس لديها خطة معلنة واخرى مخفية ..

تحترم ارادة الشعب ومتواضعة ..

وتخاطبه يوميا ولا تغلق ابوابها

وتبقى فقيرة رغم ان الكثيربن من رعاياها اغنى من الحكام ..لكنهم يدفعون الضرائب

ان تامين الادارة السياسية بهذه المواصفات من فوق الاسطحة صعب للغاية

ويستحيل ان نجدها عبر الاشخاص الذين تختارهم فئة معينة ولاسباب محددة

ان القيادة المطلوبة تاتي عبر التدرج في خوض ميادبن العمل الجاد ومن خلال قطاعات خدمات الشعب

كالتدرج في ادارة البلديات او الادارت الفرعية صعودا وخلال عشرات السنين

لن ينجح الذين ياتي بهم الاجنبي الا في تسليم البلد الى ذاك الاجنبي فقط

ولن تتوقف هجرة الناس الا اذا اقتنعوا ان بلدهم سيكون مثل البلاد التي يهاجرون اليها

ويجب الاقرار ان العلاقة جدلية بين نوعية الشعب ونوعية القيادة التي تنبثق من هذا الشعب

وكما تكونوا يول عليكم والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم

وعندما لا يقوم الشعب بالدور الرقابي لن ينجح ..

وعندما لا يضع الشعب معايير لتلك الرقابة لن ينجح ..

وعندما لا يعتقد الشعب ان واجبه لا ينحصر بحماية ملكيته الخاصة المحصورة في عائلته

بل انها تمتد الى ملكيته العامة

التي هي حارته ومدرسة ابنه ومستوصف محلته وجامع حيه

والفرن الذي ياكل خبزه والحديقة التي يلعب بها اولاده ..

عندما لا يحمي وطنه الذي هو ملكيته العامة فلن ينجح

وكما ان النجاحات ترتبط ببعضها فان مراحل الفشل مرتبطة ببعضها ولن يكون حال السياسيين الا من حال الشعب

ان خطوات التقدم الى النصر والنجاح عمل كبير يقوم به الجميع وضمن اطار الوطن الكبير الشامل فقط ..

وليست ضمن اطار الشيخ او الجماعة او الشلة او المجموعة الفكرية او العرقية

او الحزبية او الخلوة بالاجنبي الطامع الحاقد دون باقي السياسيين

لان عمل النصر يتضمن محاربة العدوان وبناء البلدان

وان دور السياسي مهم للغاية فهو البوصلة التي يسير خلفها الجميع

وان خطا السياسي جريمة

بل هي جريمة كبرى