مرساة الذكريات
حبل من لحن
يسحب ببطىء مرساة الذكريات
من قاع الزمن
فيلتف ويلتف حول جذعي
متألما من ثقل الرسائل
من رهبة العودة
من صرخة الحطام
أتحسسه بأصابعي المرتجفة
فربما علق فيه بعض صوتك
او تسلقته بصماتُك
………..
مرساة الذكريات
صدىً منتظر
وكلمات ناجية
شاهدة على الموتى
ووصايا وأمنيات
في فقاعات تصعد الى السماء
للبوح بعد فوات الأوان
كم كنتِ جميلة
كملامح خريف في شرود صيف
كم كنت ناضجة
كشجرة تين نائية
ناجية من الزمن
………….
ذلك الحقل المرسوم بقدمين حافيتين
لطفل يتنفس حكاية من بين أوراق الذرة
ليرسلها الي
منقوشة على قلب حجري
ينتظر أن يُرمى في البحر
ان تتلقفه موجة بيضاء
ثم يغرق بسلام
كي لا يموت
……………..
مرساة الذكريات
شبحُ بخطاطيف
لصيد الصور
واستراقِ الهمسات
ونبشِ القبور
خلف ستائر الضباب
وندى الصباح
كم كنت جميلة
كم كنت مهيبة
كشبح يمتد خلف شجرة حور
تقابل الغروب
فينبع منه الليل
ليسيل في كل اتجاه
ويصبِغ المرساة بالذكريات
……………………….
