مشكلتنا في هذه المنطقة ” جينية “
تركيا – تاريخ
في مقطع مصور نشر حديثا على اليوتيوب ، يتناول الصحفي السوري- التركي المعارض ” حسني محلي ” تطورات الاحداث في المنطقة ، وبالأخص مسألة تصاعد التوتر بين اذربيجان وارمينيا على خلفية مقتل عدد من الجنود الاذربيجانيين بعد قيام القوات الارمنية بقصف مواقعهم .
وتطرق ” محلي ” الى تصريحات وزير الدفاع التركي ” خلوصي اكار ” واعلانه عن دعم تركيا الكامل لاذربيجان بريا بدباباتها وجويا عن طريق طائراتها المسيرة ..
اما جغرافيا ، فقد شرح ” محلي ” جغرافية المنطقة التي تحتلها ارمينية وهي اقليم قراباغ ،والتي تقع في منتصف الأراضي الأذربيجانية ، حيث اقدمت ارمينيا على احتلالها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتشرذمه ، فعمدت الى احتلال قراباغ بين عامي ١٩٩١ – ١٩٩٢ بحجة كون أكثر سكانه من الاقلية الارمنية والتي تعيش ضمن اكثرية اذربيجانية تبلغ ١٠ مليون نسمة ، ومن ثم اقدمت مرة اخرى على احتلال سبع مناطق جديدة محيطة باقليم قرباغ ، وتستمر باحتلالها حتى هذا اليوم ، حيث كان ذلك انتصارا لهم على الاذربيجانيين الذين يفوقونهم عددا .
واكد ” محلي ” ان روسيا والولايات المتحدة الامريكية واوربا والجمهوريات التركية الخمسة كانت قد بذلت جهودا كبيرة لحل الازمة بين ارمينية واذربيجان ، لكن جهودهم منيت جميعا بالفشل الذريع .
وتساءل ” محلي ” عما ستؤول اليه الأوضاع في ظل التصعيد الاخير بين البلدين ودخول تركيا على الخط ، حيث ان تركيا ستكون في مواجهة روسيا كما حصل في سوريا تماما ، وان العالم المسيحي بشقيه الاورثوذوكسي والكاثوليكي على الرغم من خلافهما ، متفق على دعم الأرمن ضد تركيا ، وان مجرد ذكر كلمة ” ارمن ” في الغرب يعيد الى اذهانهم ما يسمى ” بالمجزرة الأرمنية ” التي اعترفت بها اغلب الدول المسيحية وطالبت تركيا بالاعتراف بها .
وأشار حسني الى اهمية ارمينية بالنسبة للروس ، فهي محاذية لاذربيجان الغنية بالنفط والغاز ، وقربها من جورجيا وهي منطقة تهم الاتراك والروس معا لاطلالها على البحر الأسود ، وقبل اكثر من اسبوع مضى ، قامت كل من تركية ورومانيا والولايات المتحدة بمناورات عسكرية في البحر الاسود ، وهو امر اعتبرته روسيا استفزازا مباشرا لها في البحر الاسود والذي يحوي مضائق بحرية تهم امنها القومي.
وتسائل ” محلي ” عن جدوى ذلك الاجتماع الذي عقده الرئيس الراحل ” تورغوت أوزال ” لزعماء الدول التركية الخمسة ، وذلك بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، في محاولته منه لاقامة اتحاد تركي يمتد من يوغسلافيا غربا وحتى حدود الصين شرقا ، وقال ان تلك الدول الخمسة لم تتفق حتى على امر واحد ، وطرح كمثال مسألة قبرص التركية ، وقال ان تلك الدول الخمس لم تعترف بها ولم تقم معها أية علاقات اقتصادية او سياسية مشتركة ، ولم ترسل حتى طائراتها اليها .
واضاف ” محلي ” ان عدد الاتراك الموجودين في تركيا وهذه الدول الخمسة وروسيا يبلغ حوالي ٢٠٠ مليون نسمة ، وعدد الارمن قد لا يتجاوز ٣ مليون نسمة ، ومع ذلك لا يستطيعون الوقوف معها ، وشبه ذلك بعلاقة الدول العربية بفلسطين المحتلة ، حيث ان العرب يتجاوز عددهم ٣٠٠ مليون نسمة ، لكنهم لا يستطيعون هزيمة اسرائيل التي يبلغ عددها ٥ مليون نسمة ، وعزا ذلك الى انعدام الارادة لدى حكومات تلك الدول وعدم مصداقيتها .
وتوقع ” محلي ” والذي يلقبه البعض ب(Kara Bulutlu Hamdi ) ويعني بالعربية ” حمدي ذو الغيمة السوداء ” ، ان تكون السيناريوهات المستقبلية مظلمة ولا تبشر بالخير ، وتمنى ان لا تنساق تركيا الى مواجهة مباشرة مع روسيا ، حيث ان جميع توقعاته كانت قد صدقت منذ عام ٢٠١١ ، والتي ذكرها في كتابه الذي الفه آنذاك وسماه ب ” الربيع الدامي “
واختتم ” محلي ” بان الحكومات الحالية والمرتبطة بالقوة الخارجية ، لا يهمها سوى افقار الناس والحفاظ على جهلهم ، وتخديرهم بواسطة الدين من خلال شعارات حماسية من قبيل :
” يسقط الكفار – يسقط اليهود – يحيا الشعب التركي ..)
حيث ان التعصب الديني يعد من اخطر الاسلحة التي تستخدمها الحكومات لسوق الناس الى اماكن يصعب اخراجهم منها بعد ذلك ، فالجغرافية التي عشنا فيها مع اجدادنا على مدى ١٥ قرنا ، كانت ساحة لجميع الحضارات والاديان والحروب ولا زالت كذلك ، لكننا لم ولا نتعلم من الاخطاء الماضية ، فالبعض يريد الاستمرار في الحروب ، فمشكلتنا هي مشكلة ” جينية ”
واختتم ” محلي ” لامزا : ” Kavgaya Devam ” اي ” مستمرون في الحروب ” ..