نزهة
عصر شتاء مشمس
يطوف بي دفء شمس
في نزهة
حول ذكريات معلقة
حول جدران ملطخة بصرخات ملونة
ومجرحة بالخوف
ومهدمة باليأس
ومقطبة بأصابع الأطفال
ومائلة حتى نهاية العاصفة
ومنتظرة حقائب الهاربين من الدروس
في الحصة الأخيرة
……………………
خلف كل شمس شتاء
ضحكات كالأسراب البعيدة
تقترب منذ زمن طويل
ملتصقة بالأفق
تعدني بالمجيء كل يوم
فأحرس اللوحة
كي لا تتلطخ
او تعبث بها أعين
من أزمان أخرى
وأماكن ضائعة
…………….
في طرف خيط شمس شتاء
أيادٍ صغيرة
تغزل كنزتين
لطفلين وحيدين
اختطف أحدهما البرق
وألصقه في لوحته
وطرد الآخر ليفر مع الزمن
ويترك من خلفه هناك ..بعيدا
طرف خيط انسل من كنزته
ليستدل يوماً الى ذلك الطفل
ليرسل اليه دفء شمس شتاء
ليأخذ منه دفء شمس شتاء
………………
تحت كل شمس شتاء
احتطب الكلمات المبعثرة في كل مكان
وأرميها واحدة واحدة
في مدفأة الذكرى
وحينما تتقد بالحنين
اخبز على جسدها الصور
صورة تلو الاخرى
وأستنشق طرف خيط دخان
ربما أرسله شتاءٌ طفلٌ
كان قد عاد أخيرا ليشتعل مدفأة
أو لوحة
بقيت هناك
في نزهة .. في عصر شتاء
…………………………….