هروب ..

                      هروب

لا أعرف موعدا لعاصفة الكلمات تلك
فاقتُلعتُ ألف مرة في صحاري الصمت
دون أن أعرف
دون أن أعي
دون أن أفهم
دون أن تنقذني كلمة واحدة
فأتقدم نحو خيط الأفق
لأشهد كيف تغزل الكلمات
ثم أرمى بها
فأهرب في كل اتجاه
الى أي شيء
إلى أي أثر
وأسرع حتى لا أواجه صداها
فأهرب وأهرب ..
………………………………
أعرف عصابة من الكلمات هناك
تلاحقني كي تطعنني دون رحمة
فتمطر السماء خوفا
ويهب الخوف
ويرتفع بخياله الطويل
على وجه القمر
ليتني لم أنطق
ولم ألق بذاك الحجر هناك
ولم أحرك دوائر الحزن على صفحة حكايتي
ليتني رسمت ورائي أثرا
أو تركت خيطا أستدل به
الى طريق الهروب
……………………………
تفضحني الألوان كلما تعثرت بها عيناي
وأصوات زائرة دون أي إذن
وحزني العائد بطقوسه
ونظرات عابرة للزمن
وأرجوحة معلقة في السماء
تتأرجح بين لوحات الماضي وريشة المستقبل
بين حزنين .. ميت وحي
جرّبت أن أتبع آثار لحن
لمَ كان يتبعني ؟
لم كنت أتبعه ؟.
لم ضاع كلانا في عاصفة الزمن
بين أمواج الكلمات
وغزوات الآلام
أنجدني أيها الهروب
هل من سبيل الى عالمك ؟؟
أنقذني أيها الهروب ..
………………………………….