العولمة الاجتماعية والغذائية – هاشم الحسين
العولمة الاجتماعية والغذائية واقع للاسف نعيشه واحذر بشده منه
الواقع الجديد – يتطلب سلوك بلائمه
أخذ التغير في سلوكنا الاجتماعي منحى فرض واقعاً جديداً
على حياتنا النفسية والاجتماعية والغذائية
كل ذلك بما يسمى العولمة فأصبح العالم من وجهة نظر عملية
عبارة
عن قرية صغيرة تستطيع أن تدخل أي بيت دون استئذان
– تجلس على مائدة الطعام اللذيذة
فتأكل منها بنهم شديد ووسيلة الجذب للزيادة في الأكل مفتوحة
و ليس لها ضوابط أو معايير حتى إن الإحساس بالشبع أصبح فاقداً لسقفه فمعروف من الناحية العلمية أن المعدة عبارة عن وعاء يمتلأ بعملية الشبع
وكل ذلك مربوط بآلية دماغية تنسجم مع توجيه الأوامر من القائد إلى مراكز الإحساس بالشبع فيتوقف الإنسان عن تناول الطعام
فعندما يعيش الإنسان وسط ذلك الزحام الغير منظم من التفكير يحدث الخلل في تنظيم التفكير وتوجيهه
الوجهة التي يجب أن يتوقف عندها عند إشارة الوقوف ولكن حين تكون السرعة زائدة وأهداف الوصول موزعة
عندها لايتنبه إلى أي إشارة فتكثر المخالفات وفي النهاية لابد من تشكيل حادث
سير خطير قد ينجو منه ولكن لابد من كسور أو كدمات أو صدمات نفسية وعضوية كثيرة
هذا ما يحصل من جراء ذلك –و الأمراض المختلفة اختصرت الزمن بظهورها
أمثال السكري والضغط
وأصبحت السمنة الداء الأكثر إساءة إلى نفسية الشخص والأكثر في جذب الأمراض المؤذية
وأصبح سوء الهضم وما يترتب عليه من كسل في الكبد وزيادة في شحومه
وتقرحات الجهاز الهضمي امتلأت بها سجون المشافي وتوقيف على ذمة التحقيق في عيادة الأطباء
وإذا انتقلنا من مائدة الطعام وجب علينا ضمن قانون العولمة أن نهضم الطعام الذي أثقل على المعدة كشعور
فنبدأ بشرب الأشربة الغازية ولا أحب أن أطلق عليها المياه الغازية لأن الماء كلمة أسمى بكثير
مما يحمل هذا المعنى للأشربة الغازية التي تعتبر أحد الأعداء الرئيسين
للإنسان وبعد أن يشربها يحس الإنسان أن الطعام قد هضم ولم يعلم أنهم تعاملوا على نفس الشعور
فتمتلأ الأمعاء بخلوها من النشاط والألياف فتبدأ الكرش تتمدد لتلاءم الوضع الجديد
ويحصل الخمول والكسل
عندها تبدأ مرحلة أخرى من تناول الفواكه ويبدأ التبرير أن هذه الفواكه صحية ويجب تناولها
هي والمكسرات وغيرها
وحسب رأي سادة العولمة أن تكون المائدة هذه مساء اًً
وهناك عدة تسميات لها عشاء تعارف تزني فيه العيون والألسنة
أو عشاء عمل يزاد بلع الطعام بسرعة شديدة لايحس بها من يتناول الطعام
وهو يعقد الصفقات المالية
وتحلوا تلك الجلسات بما طوروا من ملذات أخرى فمن حرم على نفسه تناول المشروبات الروحية
أعطوه البديل قائلين نحن نحترم تعاليم ديننا وديننا يسر وليس عسر حرم علينا الخمر ولكنه لم يحرم
علينا بعض الحبوب التي تزيل التوتر والقلق
أليس هدف من يشرب الخمر أن يعيش تلك الحالة
وبعد الانتهاء من الصفقات ينظرون إلى ساعات زمنهم فإذا هي قد تجاوزت منتصف الليل
فيقولون الحمد لله لازال الليل بأوله
وعلينا أن نكمل سهرتنا فتتحرك النفوس وفق قواعد علماء العولمة علينا بالانتقال إلى جانب آخر
من القرية العالمية
أصبح الجسم والنفس مستعدين تماما لقيام الليل في عبادة الشيطان فتبدأ السهرة
على الأغاني الصاخبة والراقصة ويجب في هذه الحالة
أن نكون متحررين مامعنى أن لاتشاركنا المرأة وهي نصف المجتمع متعة السهرة
وهكذا انهينا يومنا وربما انتهت السنين على هذا النهج
نخالف مافطرنا الله عليه فعكسنا الأمور ونغط في نوم قلق وكوابيس مزدحمة وكل ذلك لأن النوم أصبح
نهاراً وتركنا نوم الليل الذي فطرنا الله عليه كغذاء للأعصاب وإعطاء النضارة للوجه
فتجد هؤلاء الناس من الجنسين وهو في سن الشباب وكأنه في السبعين من العمر
واحتلته الآلام من كل الاتجاهات وتحول إلى مستودع للأدوية
تجده يشكو لك من آلام المفاصل – من الضعف الجنسي ومن حرقة المعدة ومن الصداع
ومن الإمساك ولا تسأله عن عضو إلا وله حصة من الألم
أقول أخواني
موضوعي هذا هو حقيقة تعيشه فئة كبيرة من الناس – وهناك من يعيشون بحالات مشابهة من السهر والطعام ومما ذكرت
وذلك حسب الظرف المادي –
وهناك أناس يعيشون الوسط مما ذكرت من السلوك و من هدم لمعنى وجودنا كبشر
وهناك أناس أصابهم القرح ولكن بنسب أقل
ونادراً مما نجا من هذه العولمة وخاصة في مسألة نوعية الطعام
فالمسالة تحتاج إلى حل
والحل أيضاً يختلف بين الناس منهم من يحتاج إلى إسعاف ومنهم يحتاج إلى معالجة ومنهم من يحتاج إلى نصيحة
فالنصيحة نحن كمسلمين جميعنا يعرفها فدينا نظم كل شيء
فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نبي الرحمة
علمنا كل سلوك الحياة بيسر وسهولة وخاصة في مسالة الطعام والسلوك الاجتماعي والحفاظ على الأسرة
أما فيما يتعلق بالطعام فهو سبب أغلب البلاءات الصحية
فعندما أوصانا بتقسيم المعدة إلى مايريحها ويريح الجسم حقق أكبر دستور غذائي
كلما خرجوا عنه علماء التغذية عادوا أدراجهم إلى تلك التعاليم الرائعة
أقول لمن اعتاد على النهج السلبي للغذاء الذي ذكرته فلن يفيده دواء سواء كان كيمائي أو عشبي
تلك نصيحتي أقدمها لنفسي أولاً ولكم
فاغتنموها قبل فوات الأوان ولا تجردوا خبزكم من نخالته ولا تتركوا وجبة الإفطار كما يفعل الكثير ليعوضوها في الغداء
فوجبة الإفطار أساسية وجو الصباح الرائع يساعد على هضمها وتوزيعها وخلق الطاقة حتى ولو كنت جالساً دون عمل والليل لايمتلك نفس خاصية الصباح فله طعامه الهادئ
والقليل حتى يتلاءم مع النوم عكس الصباح الذي يحتاج للنشاط والحركة
كلمة أخيرة اختم بها موضوعي
إن لم تسقي أرضك يحصل الجفاف ولا ينبت زرعا
واعلم أن قلبك مثل الأرض يحصل به الجفاف أيضاً فاسقه بذكر الله
عندها سترى الكثير من الزرع الذي يحمل الخير والجمال