اللوبي السوري في تركيا .. دعوة للاستفادة من اللوبي التركي في ألمانيا
تقارير
في ظل التجاذبات والتحالفات السياسية التي تسبق الانتخابات التركية اضافة الى المشاكل الاقتصادية العالمية والمحلية وموجة التضخم التي تعصف بالبلاد ، يبدي قسم من السوريين تخوفهم مم ستؤول اليه الاوضاع مستقبلا ، خصوصا مع تصاعد الخطاب السلبي تجاههم من قبل بعض الأحزاب السياسية أو حتى الأفراد سواء كانوا اعلاميين أو سياسيين .
ويُحَمّل الناشط الحقوقي السوري الاستاذ طه الغازي في حوار مطول حزبَ الشعب الجمهوري CHP جزءا كبيرا من مسؤولية تصاعد خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين في تركيا في وقت سابق ، لكنه في الوقت نفسه يلقي بعضا من اللوم على الحكومة الحالية الممثلة بحزب العدالة والتنمية متهما اياها باستغلال ملف اللاجئين أيضا لاغراض سياسية ، ومستشهدا بقيامها سابقا بنقل بعض اللاجئين السوريين من خلال الباصات الى الحدود التركية ، وتهديد أوربة باغراقها باللاجئين في حال عدم تحمل مسؤولياتها .
لكن الاستاذ طه الغازي لا يكتفي بالقاء اللوم على الحكومة والمعارضة التركية ، بل يوجه بلومه وعتبه أيضا على اللاجئين السوريين وخصوصا المجنسين منهم ، ويدعوعم الى اقامة ما سماه ب ” اللوبي السوري ” لضمان مستقبلهم سواء اكانوا داخل تركيا أو خارجها ، وخصوصا في مخيمات الشمال السوري .
ماذا يعني اللوبي السوري في تركيا ؟
يٌعرّف الاستاذ طه الغازي اللوبي السوري بالتجمعات المؤلفة من شخصيات سورية مقربة من مراكز أصحاب القرار سواء في الحكومة التركية أو الأحزاب المعارضة ، حيث سيكون لهذه الشخصيات السورية دور فاعل في صياغات القرارات المستقبلية بما يعود بالنفع والمصلحة للسوريين عموما .
ويضيف الاستاذ الغازي بأن هناك أشكال متعددة للوبي ، فمنه اللوبي السياسي والاجتماعي والاقتصادي و الثقافي ، حيث يمكن للسوريين المجنسين أن يكون لهم دور فاعل في تحييد ملف اللاجئين السوريين من التجاذبات والتراشقات السياسية الجارية في هذه الفترة الدقيقة التي تسبق الانتخابات الرئاسية المقبلة .
ويصرّ الاستاذ طه الغازي على ضرورة انفتاح السوريين على الأحزاب السياسية جميعها موالاة ومعارضة . فالأحزاب السياسية حتى المعارضة هي أحزاب مرخصة ومعترف بها من قبل الدولة التركية ، وهي تشكل في مجموعها حوالي ٤٨% من اصوات الناخبين ، حيث أن معاداة هذه الأحزاب واتخاذ المواقف السلبية منها يعني معاداة نصف أفراد الشعب التركي تقريبا .
ويكشف الاستاذ طه الغازي بأن الحكومة التركية الحالية تشجع السوريين على الحوار مع باقي الاحزاب السياسية وعدم ربط مصيرهم بمصير حزب واحد فقط ، وان توجه السوريين وحوارهم مع الاحزاب الاخرى لا يعتبر خيانة او نكرانا للجميل ، بل هو امر طبيعي وصحي ومن شأنه ان يعود بالنفع والخير للسوريين مستقبلا .
ويدعوا الاستاذ طه الغازي الى الاستفادة والتعلم من تجربة حوالي ٤،٥ مليون مواطن تركي هاجروا سابقا الى ألمانيا ومروا بظروف مشابهة لظروف السوريين في تركيا ، لكنهم نجحوا في تشكيل لوبي تركي من خلال التوزع في عدة أحزاب سياسية المانية مختلفة ، واجتناب التقوقع في الحزب الحاكم فقط ، على الرغم من اقامتهم في مدن حولوها الى مدن شبيهة بنظيراتها في تركيا من حيث المعالم وبعض التفاصيل .
ويذكر الاستاذ الغازي بعض المحاولات التي قام بها على الصعيد الشخصي والتي تكللت ببعض النجاحات الحالية التي سيكون لها أثر كبير في المستقبل من خلال لقاءاته المفتوحة مع عدد من رؤساء الأحزاب السياسية المعارضة ( الطاولة السداسية ) ، حيث نجح في اللحصول على تعهد كلٍّ من رئيس حزب المستقبلGelecek Partsi ( احمد داوود أوغلو ) ورئيس حزب الدواء Deva Partisi ( علي باباجان ) بضرورة تحييد ملف اللاجئين من النزاعات السياسية والبرامج الانتخابية ، وممارسة الضغوط من أجل اقناع باقي اطراف المعارضة ( الطاولة السداسية ) باتخاذ خطوات مماثلة ، حيث ان نتائج هذه الضغوط والجهود المبذولة بدأت نتائجها الايجابية بالظهور من خلال تصريحات رئيس حزب الشعب الجمهوري ضد بعض السياسيين الذين وصفوا بالعنصريين والمنتمين الى صفوف الحزب نفسه ، وقيام رئيسة حزب الجيد İYİ PARTISI ” ميرال أقشنر ” باخراج ” ايلاي أقصوي ” من صفوف الحزب والتي عرفت بمواقفها السلبية من اللاجئين السوريين .
ويعترف السيد طه الغازي بأن اللوبي السوري يحتاج الى دعم سياسي واعلامي وأمني ومادي ، حيث يجب أن يتكون من نخب سياسية واعية تدرك وظيفة اللوبي وآلية عمله في ظل المتغيرات السياسية من خلال التواصل المستمر مع الحكومة والمعارضة على السواء ، كما أن الدعم الاعلامي يعد ضرورة من أجل المساءلة وطرح المواضيع التي تتعلق بمستقبل السوريين بعد ١١ سنة من انطلاق الثورة السورية ، ومحاسبة الجمعيات والمنظمات المحسوبة على الثورة ، والتي قام بعض أعضائها باستغلال آلام السوريين ودمائهم لتحقيق منافع مادية أو شخصية بحتة .
ويدعوا الاستاذ طه الغازي السوريين المقيمين في تركيا وخصوصا المجنسين الى تحمل مسؤولياتهم تجاه اخوانهم السوريين أمام الله تعالى وعدم تركهم لمصيرهم . ويؤكد أن كل سوري هو مؤتمن على حقوق اخوانه المتواجدين في المخيمات ، ويتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية تجاههم من خلال توجيه الجهود المبذولة في الطريق الصحيح ، والاستفادة من مساحات الحركة التي توفرها الحكومة التركية ، واستغلال العلاقات مع الأطراف والاتجاهات المختلفة لدعم السوريين جميعا ، وتجنب القعود والتباكي واجترار الأحزان والاكتفاء بالقاء اللوم على النظام المجرم وحده في تسببه في محنة السوريين .
تابعونا على التلغرام