هل تُركت أوكرانيا لمصيرها ؟
آراء
يتساءل الصحفي المعارض ” حسني محلي ” عن مصير القضية الأوكرانية بعد مضي خمسة شهور على بداية الحرب الروسية الأوكرانية ، وفيما اذا كان العالم اليوم كما كان بالأمس لا يزال متحمسا للدفاع عن أوكرانيا بكل الوسائل المادية والمعنوية ، حيث ان الأخبار المتعلقة باوكرانيا وصمودها الاسطوري في وجه الدب الروسي باتت تقتصر على بعض الأخبار العاطفية والرومانسية أملا في تحريك بعض من الضمير العالمي لدعم أوكرانيا ولو بشكل معنوي ، وذلك باظهار بعض الصور الرومانسية للرئيس الأوكراني زيلنسكي مع زوجته بقصد الدعاية الاعلامية فقط لا غير .
لكن الحقيقة الواضحة هي أن الروس يتقدمون بخطوات ثابتة ومدروسة لقضم أجزاء من الأرض الأوكرانية وضمها لروسيا .
اما الجيش الأوكراني الذي أنهكته الحرب ، فقد اضطر قسم كبير منه للهرب تجنباً لتأدية الخدمة العسكرية ، كما ان أعدادا كبيرة منه تعرضت للاصابات أثناء الحرب ، ولم تسلم المطارات والبنى التحتية من التدمير ، حيث تعطلت بنسبة ٧٥ % .
وفيما يتعلق بالأسلحة المتطورة التي ارسلتها بعض الدول الغربية للجيش الاوكراني ، فقد انتشرت اخبار مفادها ان ضباطا من الجيش الاوكراني يقومون ببيع هذه الأسلحة لبعض العصابات و المهربين ، والذين يقومون بدورهم بتهريب هذه الأسلحة من خلال دول كرومانيا وصربيا والمجر الى منظمات ارهابية كمنظمة pkk الارهابية وداعش والنصرة وبوكو حرام وغيرهم . اما الأسلحة الثقيلة التي أرسلت للجيش الاوكراني فقد دمرت كليا من قبل الروس .
وأكد ” محلي ” أن الرئيس زيلنسكي قام باعفاء حوالي ١٨٠ عنصرا من الجيش من مناصبهم من بينهم ضباط استخبارات بتهم تتعلق بتهريب الأسلحة والفساد ، اضافة الى ورود أنباء مؤكدة عن استقالة عدد من الضباط والمسؤولين الاوربيين بسبب اداركهم لمجريات الحرب التي بدات باظهار خسارة اوكرانيا امام روسيا .
ويضيف الصحفي المعارض ” حسني محلي ” ساخراً بان كثيرا من الصحفيين الأتراك الذين يزعمون تخصصهم في السياسة الخارجية كانوا قد تنبؤوا بانهيار الاقتصاد الروسي خلال أيام معدودة ، وخصوصا بعد اظهار الجيش الاوكراني بعض الصمود في وجه روسيا ، لكن جميع هؤلاء الذين توقعوا ذلك توقفوا عن الظهور على وسائل الاعلام في الوقت الحالي ، حيث اظهرت الحرب نتائج ايجابية لصالح روسيا ، وذلك من خلال ارتفاع سعر الروبل و اسعار النفط ..
وتساءل ” محلي ” عن مصير الاتحاد الأوربي في ظل استمرار دعمه لاوكرانيا في حال قامت روسيا بقطع امدادها بالغاز والمواد الخام التي يعتمد عليها حوالي ٤٠ % من قطاع الصناعة في المانيا ، في حين تقوم عليها قطاعات صناعية في دول اوربية بنسبة ١٠٠% ، كما ان التوقعات تشير الى امكانية ارتفاع البطالة في المانيا ليصل عدد العاطلين عن العمل من ٣ الى ٥ مليون مواطن .. والأمر المؤكد أيضا أن الشتاء سيكون قاسيا وشديدا على اوربة ابتداء من شهر تشرين الأول في حال اقدمت روسيا على قطع امدادات الغاز بشكل نهائي عن اوربا .
اما الولايات المتحدة ، والتي قامت بتحريض اوربة وضمها الى تحالفها ضد روسيا ، فتحاول تغطية فشلها بافتعال الازمات العالمية كاشعال التوتر ما بين الصين وتايوان من خلال ارسال ” نانسي بيلوسي” الى تايوان ، الأمر الذي تسبب باغضاب الصين التي وجهت بدورها تحذيرا شديد اللهجة الى الولايات المتحدة الامريكية .
وفي الوقت الذي تدعي فيه الولايات المتحدة حشر روسيا في الزاوية ، نرى ان روسيا تقيم المعاهدات والاتفاقيات الاستراتيجية مع الصين وايران ومصر ودول افريقية كاوغندا . كما ان روسيا والصين وفنزويلا وايران تعتزم البدء بمناورات عسكرية مشتركة في امريكا اللاتينية .. والتي تعد الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية .
كما ان دولا عربية كالسعودية ، والتي تعد من الدول التي تربطها مع الولايات المتحدة علاقات قوية ، عبرت عن رفضها لبعض الطلبات الأمريكية أثناء زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن ، وهي تعزز باستمرار علاقاتها مع الصين وروسيا.
أما بالنسبة لاتفاقية نقل الحبوب من اوكرانيا بين كل من روسيا وتركيا واكرانيا ، فقد اشترط الروس لتنفيذ هذه الاتفاقية منع بيع الحبوب الاوكرانية لأي دولة معادية لروسيا ، حيث ان روسيا تعد مصدرا رئيسيا لانتاج الحبوب في العالم بأسره بنسبة ٢٠ % ، تليها اوكرانيا بنسبة تقارب ال ٩ % ، فمن لم يتأدب بتهديد السلاح يمكن ان تؤدبه روسيا بسلاح الغذاء
( الحبوب ).
ويجزم ” محلي ” أن النظام العالمي الجديد قادم لامحالة ، حيث ان ملامحه باتت تظهر بشكل واضح ، فالأوربيون العاجزون اضطروا الى تسليم زمام امرهم الى الولايات المتحدة الأمريكية، آملين ان تخلصهم من هذا المأزق الذي تم توريطهم فيه ، حيث من المتوقع أن تظهر النتائج السلبية على أوربة بشكل واضح في شهر تشرين الأول ، كما ان الاحتمالات تشير ايضا الى امكانية اعفاء رئيس الولايات المتحدة بايدن من منصبه ” لعجزه عن القيام بالمهام الموكلة اليه ” .