هل ينجح الاخيار في تصحيح مفهوم عمل اسواق البورصة؟
————————————————————————–
البورصة هي سوق بيع وشراء الاسهم والسندات .. أي وثائق اصول الشركات وديون الحكومات , وكذلك تجارة البترول والمعادن وبعض المنتجات الغذائية ( تجارة على الورق ) اي المضاربة وليس الشراء الحقيقي لغرض الاستعمال
هل كان الهدف الفلسفي لاختراع سوق البورصة في بداياتها هو فقط بيع وشراء الاوراق المالية وبشكل يومي ؟
هذا ما أقصده من كتابتي في الموضوع
هناك فرق كبير بين سوق بيع وشراء الاسهم والسندات لمن يريد الانسحاب من احدى الشركات ومن يريد الدخول … وبين من يجعل رزقه هو البيع والشراء اليومي لاصول تلك الشركات
فالاول يعتبر نفسه شريكا وينتظر ارباحه السنوية ولكن لظروف معينة يحتاج الى بيع جزء من حصته .. وياتي آخر لديه فائضا ماليا يشتري تلك الحصة للحصول على الربح السنوي المنتظر
لكن ما يحصل الان ليس كذلك .. ولا أحد يفكر بالانتظار لقبض الارباح السنوية
ان تداول الاسهم والشركات وعموم الاصول هو نفسه تجارة ..وتجارة هائلة جدا
ان ضرر هذه الاسواق كبير للغاية على الاقتصاد
لنفرض ان قيمة السهم الحقيقية لمصنع حليب والبان هو 100 دولار
فهذه ال 100 دولار هي سعر يشمل الارض والمباني والمعدات والابقار والمواد وقيمة الماركة التجارية .. انها قيمة حقيقية موجودة على الارض
لكن سوق البورصة ومن خلال عمليات البيع والشراء وجني الارباح ترفع سعرها الى 300 دولار … علما ان قيمة السهم الحقيقية مازالت 100 دولار
لقد سحبت اسواق البورصة من ثروة البلاد 200 دولار بدون اي اضافة حقيقية للقيمة في ثروات البلد
اي لم تصبح البلد حقيقة ثرية اكثر بعد دفع ال 200 دولار .. وانما كانت اسهم المصنع ذريعة لتجار مضاربة البورصة لسرقة بعضهم بعضا
لا يوجد اي اضافة حقيقية للناتج القومي من زراعة او صناعة بعد رفع سهم الشركة ب 200 دولار
علما ان الاموال التي يتم ضخها وسحبها بهذه الطريقة هي بارقام مفزعة
لو كانت هذه الاموال في محلها الصحيح اي لو انها ذهبت الى تشغيل الزراعة والصناعة والصحة والتعليم .. كيف يكون حال الاقتصاد ؟
ما يحصل في اسواق البورصة جريمة كبرى بحق الانسانية
ان سوق البورصة تديرها عصابة من الشياطين … ولا يوجد بين الشياطين اخيارا