متحف الصرخات
اتيت أخيرا حافيا اليك
وصرخات الموتى معلقة على أفق الحقول
لا تصمت أبدا
لم تصمت أبدا منذ تلك اللحظة
لحظة الموت الأصفر
لا شيء ليرُى
لاشيء ليُسمع
الا التراب الأحمر المستسلم للوجوه الباهتة
لا شجر .. لا طيور
الا الجريمة تحاول اسكاتهم
تُرى أيعثرُ أحدهم يوما على عظامنا
أو زر قميصنا .. حذائنا ..
لم نجد الا الصرخات
معلقة على أفق الحقول
بعد أن استسلمتْ لقناعٍ من الورود البرية
حملتها الريح الغربية
لم تكن لتزهر ونحن احياء
ولم نراها يوما
فقد كانت مختبئة في زوايا المقبرة
……………………………………..
غريبة هذه الصور
فكل مافيها مرسوم بريشة الألم
ألوان هاربة في كل اتجاه
من عذاب اللوحة
اسمعها دون صدى
فلا جدران في الأفق
وأنا ونفسي معا
نلتقي للمرة الأولى
في عالم لا ليل فيه ولا نهار
الا الزمن يجر وراءه الصرخات المعلقة
وآهات لا تُفهم حتى تٌرى
وتحاول الهرب معاتبة كل شيء
لم تركتموني للتراب ؟
ليأتي الجواب في الغياب
وتنتظر كل تلك الصرخات
وفيّة لكل ألم سبقها
معلقة على جدران الزمن
لتصطدم مع الذكريات
فذكرياتنا لا تزال تتدحرج نحو الماضي
حتى تصل بنا يوما الى الجنة ..
تاركين وراءنا
متحف الصرخات
………………………