تحدث الصحفي التركي – السوري حسني محلي في احدى مقاطع الفيديو والتي خصصها للحديث عن علاقاته بالزعماء العرب ، عن علاقته ببشار الأسد منذ وفاة حافظ وحتى تأزم العلاقات التركية السورية بعد الثورة السورية في عام ٢٠١١ .
في مقطع مصور امتد ل ٤٥ دقيقة ، تحدث حسني محلي عن اول لقاء له بحافظ الاسد في العراق في عام ١٩٧٨ ، وذلك في احدى لقاءات الزعماء العرب في رد منهم على توقيع السادات اتفاقية سلام مع اسرائيل ، حيث كان يعمل في احدى الصحف التركية انذاك . ولم يكن باستطاعة ” محلي ” انذاك العودة الى سوريا بسبب انتهاء تأجيله العسكري وطلبه من اجل خدمة الجيش ، الى ان توسط له بعد ذلك وزير الخارجية السوري الراحل ” فاروق الشرع ” ليدفع بدلا نقديا لقاء عدم خدمته الالزامية.
وتحدث ” محلي ” باسهاب عن جهوده الشخصية والمبذولة لتحسين علاقات تركيا وسوريا ، وذلك من اجل تطوير البلدين ، حيث انه رافق ” عبد الله غل ” رئيس الوزراء التركي آنذاك في زيارته الاولى الى دمشق ، حيث لقي استقبالا حافلا من قبل الوزراء السوريين جميعا ، وكانت تلك الزيارة هي الحجر الاساس لتطوير العلاقة بين البلدين بعد ذلك ، حيث كانت الأجواء كانت مؤاتية بعد اتفاقية اضنة وطرد اوجلان من سوريا ، واعطاء تركيا لسوريا ضمانات بشأن مياه نهر الفرات .
وتطرق ” محلي ” ايضا الى لقاء شخصي جمعه مع الاسد الابن ، كان قد استمر لمدة ساعتين واربعين دقيقة ، حيث قال ان الأسد استقبله بكل تواضع وانسانية ، وعزا ذلك لكونه “طبيبا للعيون” ، فاعد من اجل اللقاء انذاك عددا من الملاحظات والاقتراحات ليعرضها على الاسد ، تتعلق بالحريات والديمقراطية والارث الثقيل الذي تركه له الأسد الاب، و سبل تطوير العلاقة بين البلدين، وكيفية استفادة سوريا من التجرية التركية والغربية ، وامكانية اتصال سوريا مع اوربا مرورا بتركيا .
واضاف محلي ان كثيرا من الناس يسالون عن سبب تدهور العلاقات بين الحكومة التركية وسوريا ، حيث انه تعرض للهجوم واللوم من قبل كثير من اطراف المعارضة التركية ، ولامه البعض لعدم كشفه حقيقة حزب العدالة من قبل على الرغم من معرفته بهم .
وفي رد منه على من يقوم بالقاء اللوم عليه، يجيب ” محلي ” بان كثيرا من اعضاء حزب العدالة والتنمية ايضا انشقوا بعد ذلك عن الحزب ايضا ، مثل داوود اوغلو ، و عبدالله غول ، وعلي باباجان وآخرين غيره .
وفي جوابه عن السبب الحقيقي لانقطاع العلاقات التركية السورية قال محلي : ” لا تسألوني عن ذلك “
لكنه يجيب عن السؤال ناقلا جوابا على لسان الأسد يقول فيه :
” لقد كان أردوغان يتصرف معي وكأنه خليفة او سلطان ، وانا واليه في الشام ، فأخبرته بانني ساقوم بالتحول الديمقراطي في سوريا ، لكن ذلك لا يمكن ان يتحقق في غضون يوم او يومين ، كما أنه كان يطلب مني ان اتحالف مع الاسلاميين في حكومة موحدة “
وتطرق ” حسني محلي ” -التركماني الأصل – الى موضوع التركمان في سوريا ، مشيرا الى عدم مظلوميتهم ابدا ، وقال ان الحكومة التركية تدعي حمايتها لحقوق التركمان في سوريا ، كما تدعي في الوقت نفسه حمايتها لبقايا العثمانيين في ليبيا .
واستغرب ” محلي ” كيف يكون التركمان مظلومين في ظل نظام الاسد في حين كان وزير دفاعه تركماني الاصل ، في اشارة منه الى العماد حسن تركماني ، كما ان عددا من رؤساء سوريا كانوا جميعهم من التركمان كشكري القوتلي وحسني الزعيم ، ووزير الدفاع الشهيد يوسف العظمة ، والذي كان له دور بارز في معركة جناق قلعة ، واستشهد في دمشق في معركته ضد الاحتلال الفرنسي.
ويذكر ان ” محلي ” يتهم الحكومة التركية الحالية بدعم الحركات الاسلامية في جميع انحاء العالم ، وبمحاولة استعادة امجاد الدولة العثمانية ، ويتهم من تبقى من الجيش الحر والجماعات الاسلامية وحتى منظمة الخوذ البيضاء الموجودة في ادلب بالارهاب ، ويعتبر جيش النظام ، والذي ازهق مئات الالاف من الارواح البريئة من اطفال ونساء وشيوخ بالجيش الشرعي الذي يملك الحق بمحاربة “الارهاب” .