الرومان أو “الجنكل” في تركيا
الجنكل أو الرومان هم شعب منتشر في مكان في الدنيا ، من الولايات المتحدة الى روسيا ومن أوربة الى افريقيا وآسيا ، وعلى الرغم من انتشارهم في بقاع الأرض كافة ، الا انهم حافظوا على نمط حياتهم الذي يتميز دائما بكونه خارج النظام والمألوف .
يعرفهم البعض بأنهم لصوص أطفال وأخرون يعرفونهم بأنهم شعب ملعون ، فكيف هي حياتهم .
الرومان ( الجنكل ) هم شعب يعود أصله الى شمال الهند ، ولأسباب غير معروفة غادرو الهند في القرن العاشر الميلادي الى ايران ومن ثم الأناضول ثم بعد ذلك تفرقوا في ارجاء العالم جميعا .
في تركيا وحدها ، يعتقد ان هنالك حوالي مليون نسمة من الجنكل ، اما اكثر القارات التي يعيشون فيها فهي اوربة ، فهناك حوالي ١٥ مليون شخص منهم يتجولون في انحاء اوربة كافة.
ويعرف الرومان في التاريخ انهم اقلية تعرضت للظلم والاضطهاد حتى من الشعوب المضطهدة نفسها ، فاينما تحل الحروب والمجازر يكونون اول ضحاياها .
وحسب المصادر التاريخية ، في الحرب العالمية الثانية تعرض ٥٠٠ الف من الرومان ” الجنكل ” للقتل من قبل النازيين في المخيمات التي كانوا قد جمعوا فيها .
وفي عصر الدولة العثمانية ، عاش الرومان كمجتمع متنقل من مكان لآخر ، حيث كانت نساؤهم تعمل بقراءة الفنجان والرقص ، اما الرجال فكانوا يعملون بتبييض الأواني وتربية الحيوانات والتصليح والموسيقى او كممثلين كوميديين .
وبسبب تنقلهم المستمر ، فقد قاموا باعمال لا تربطهم بمكان معين ، لكنهم كانوا يتعرضون للاعدام في اسطنبول في حال ركوبهم الخيل وانتقالهم الى مناطق أخرى غير الاماكن المخصصة لهم .
واعتبارا من القرن ١٧ الميلادي ، حاولت الدولة العثمانية منع الرومان من القدوم الى تركيا ، كما اتخذت اجراءات لمنع قدومهم ايضا من دول كفرنسا وايطاليا الى اسطنبول .
ويعرف الرومان في الدولة العثمانية ب”الجنكلة” ، ” القبطي ” ، ” شوبار ” . اما في الأرشيف العثماني ، فهناك الآلاف من المراسلات التي يتعلق اكثرها بهؤلاء الرومان تتعلق بمشاكل الأمن التي يتسببون بها بشكل دائم ، وبعضها الآخر يتعلق بكيفية اتخاذ التدبيرات اللازمة فيما يتعلق بهم .
في بعض العصور في أوربة ، كانت معرفة اي شخص انه روماني فقط كفيلة باعدامه على الفور .
عند ذكر قراءة الفنجان او الفال ، يخطر على بالنا نساء الرومان أو الجنكل اللواتي اشتهرن بهذا العمل ، حيث ان النساء في العصر العثماني وخصوصا نساء اسطنبول كن قد اعتدن على الجلوس امام قارئات الفنجان للتنبؤ بمستقبلهن ، حيث كن يجدن فيهن ملاذا اخيرا بعد فشل المدد الذي كن يطلبنه من الشيوخ .
تعود الجنكل في العالم ان يعيشو في مجتمعات كأقليات منغلقة على نفسها ، ومهما اختلفوا وتنازعوا فيما بينهم ، يكفيهم ان يعيشوا ضمن نمط حياة ملائمة لهم .
يعيش الجنكل في تركيا في احياء خاصة بهم ، اما في فرنسا وانكلترا فانهم يعيشون في كرفانات ضمن مخيمات مخصصة لهم ، حيث استطاعوا تحصيل بعض حقوقهم بفضل الضغط الذي قامت به الامم المتحدة على هذه الدول ، حيث ان تلك الدول اعفتهم من دفع فواتير الماء والكهرباء ، وحتى لو كانوا اصحاب ملايين وثروات ، يفضل الجنكل العيش داخل الكرفانات المتنقلة.
لا يهتم الرومان بالنظام التعليمي ابدا ، فمن النادر ان تجد احدا من الجنكل قد اتم تعليمه الجامعي سواء كان يعيش في تركيا او اوربة او امريكا ، كما انهم يتعرضون للنقد من قبل المجتمعات بسبب الزواج المبكر ، حيث تتزوج الفتاة قبل ان تبلغ ال 18 عاما ، وحتى لو منع ذلك في دول اوربة وامريكا فقد جعل الرومان هذا النوع من الزواج امرا واقعا يفرض على المجتمعات تقبله ، حيث ان نصف حالات الزواج تتم بطريقة ” الخطيفة ” .
ان اهم شيئين في حياة المجتمع الروماني هما الموسيقى والرقص ، فاينما صادفت رومانيا في الدنيا تجده يحب الموسيقا والرقص ، حتى ان رقصة الفلامينغو والمشهورة في اسبانيا هي رقصة رومانية ، حيث يظهر تأثير الرومان في اسبانيا بشكل واضح جدا .
من الفنانين الجنكل المشهورين في تركيا : ” ازميرلي تايلان ، والممثلة الحسناء ” توركان شوراي “و العارضة والمغنية ” سبيلجان ” و المطربة المشهورة “معزز ارسوي ” و المطرب وعازف الساز الشهير ” اورهان غنجباي ” ، كما ان هناك عدد كبير من لاعبي كرة القدم المشهوين من اصل روماني أو جنكل ،
و منهم لاعب كرة القدم الشهير ” كوريجما ” ، حتى ان الممثل الكوميدي الشهير ” شارلي شابلن ” يعد من الجنكل .
اكثر الولايات التي يعيش فيها الجنكل في تركيا هي أضنة ، جناق قلعة ، ادرنة ، قرقلار الي ، تكيرداغ ، دوزجة ، مانيسا ، بالق اسير ، اسطنبول وازمير .
المقال التالي