باب
يمشي نحو باب ينتظره
يمسح كل آثاره من خلفه
يبتلع صوته
يحبس دمعته
لا ينتظر صدى او يداً على كتفه
تكاد خطواته تلامس الطريق
سنوات ، أشهر ، أيام ، أمتارٌ فقط
حتى تصل
ستختصر بضع خطوات أخيرة ربما بقفزتين
ثم ستمسك مقبض الباب أخيراً
وتدفعه بقوة
ثم تغلقه بكل جسدك من خلفك
وتستنشق الغيب كله
………..
خلف باب كان بعيداً
ستحرر دموعك
وستجهش بالبكاء
وستتلوى من الحرية
وتحتضن السكينة
ستلبس أوراق الصفصاف والحور
وتنبع أحلامك من كل اتجاه
وتشرب أكواباً من ألحان
………….
خلف بابٍ بعيد
ابتسامات موتى
ومسبحة من سنين طويلة
لطفل لم يصل
صنعت من خيط عمره
وصوره المتصارعة
……
خلف باب
بعيد ، وليس ببعيد
يقترب كل يوم
يقترب كل ليلة
همس يكاد يسمعه
قرع قوي يكاد يخلع الباب
يناديه كل يوم
بصوت مكمم ، مكبل اليدين
مسجون أمام عتبته
وأعين حسراته
وصمت عجزه
وجبنه
…………..
خلف باب
ليس من خشب ولا من حديد
تتدافع حشود الكلمات
لتدفعه
دون أن يدري بها
لتخلصه
وعشرات من الأذرع الرقيقة
لتحتضنه
وخلف كل ذلك
حب وحيد يقف صامتاً
ينتظر بلهفة
يبتلع صوته
يحبس دمعته
بذراعين ممدودتين
نحو باب
ليس بالبعيد
ليس بالقريب
باب ينتظره
ينتظره
……………………