لا تنزعجوا من تصريحات وزير الخارجية التركي
أخبار عالمية
في رده على تصريحات بعض الناشطين والسياسيين السوريين الغاضبة والتي انتقدت تصريحات وزير الخارجية التركي ” مولود جاووش اوغلو ” واتهمته بالتخلي عن الشعب السوري وحقوقه المشروعة ، أكد الدكتور ” كمال اللبواني ” أن كثيرا من الناس لا يفهمون معنى السياسة ، ويعتبرونها نوعا من الايديلوجيا التي لا تتغير ابدا ، ويجهلون ان السياسة تعني المناورة واللعب على اوتار العلاقات الدولية ، وهي فن يجيده الأتراك جيدا .
وأضاف الدكتور اللبواني ان من حق تركيا ان تمارس السياسة والمناورة بحكم موقعها بين عدة أعداء يحيطون بها من كل جانب ، فهناك النظام السوري والايراني والروسي وعصابات الpkk والولايات المتحدة الأمريكية . وان تصريحات السيد جاووش أوغلو الأخيرة حول امكانية دعم أنقرة للنظام السوري سياسيا في حال محاربته لمنظمة pyd الارهابية كان الهدف منها احراج النظام وحشره في الزاوية . وفي الوقت نفسه فان جاووش اوغلو رفض وصف المعارضة السورية بالارهاب .
ففي حال قيام النظام السوري والايراني باية عملية للسيطرة على مناطق pyd فانهما سيضطران الى مواجهة القوات الأمريكية التي تحمي قوات قسد في المنطقة ، حيث اتفقت في سوتشي كل من تركيا وايران وروسيا على ان وجود ٩٠٠ مقاتل امريكي في تلك المنطقة هي قوات احتلال ويجب اخراجها .
وأردف اللبواني أن تركيا تدرك جيدا الوضع المعقد في المنطقة ، وأن الهدف النهائي للقوى العظمى هو تقسيم تركيا الى دويلات ، فايران تدعم المنظمات الارهابية الكردية في الداخل التركي وفي سوريا ، وهي دعمت الارمن من قبل في أذربيجان ، لكن الاتراك تدخلوا فورا وقاموا بحسم الحرب لصالحهم . اما الاتراك ، فهم يدعمون الحكومة الكردية في اربيل في وجه التمدد الايراني ايضا ، ويدعمون المعارضة السورية لنفس السبب ، فالتنافس على المنطقة مستمر وقائم بين الدولتين ، ولا شك ان قسد تمارس اللعب السياسي ايضا ، فاذا قرر الأتراك مهاجمتها تستعين مباشرة بالنظام ، في حين أن الولايات المتحدة تطلب منها عدم الجلوس مع النظام ..
فإما ان تتخلى الولايات المتحدة عن قسد وستلم راسه للأتراك ، او انها ستتمسك به ، وفي هذه الحالة سيلحّ الأتراك على الايرانيين والنظام لاستلام المنطقة . وفي النهاية ستقرر ” سوتشي ” من سياخذ قسد ، تركيا ام النظام السوري ، اي ان قسد لا محل لها في سوتشي ابدا .
تريد تركيا ان تقول بانها لا تريد منظمات ارهابية على حدودها وهذا حقها الطبيعي ، وهي لن تتخلى عن ادلب طالما تواجد الارهاب بجوارها ، وان اتهمتها بعض الدول بدعم” الارهاب ” في ادلب سترد عليهم بقولها : انكم تدعمون الارهاب بدعمكم لعصابات pkk و pyd .
وفي الختام ذكّر الدكتور اللبواني اللاجئين السوريين بان تركيا هي الدولة الوحيدة التي وقفت مع الشعب السوري في محنته ، كما ان المانيا وقفت مع الشعب السوري كذلك عندما فتحت باب اللجوء اليها لاسباب انسانية ، فهناك في تركيا وحدها حوالي ٩ مليون لاجىء سوري جميعهم تحت الحماية التركية ، كما دعا السوريين الى عدم تفسير التصريحات التركية الأخيرة بشكل سلبي ، فالتصريحات في النهاية ماهي هي للاستهلالك الاعلامي ، اما الاستراتيجيات بالنسبة للدول فلا تكون معلنة ، فتركيا لم تكن عدوة لسوريا ابدا ، وان حزب العدالة والتنمية هم اكثر الأحزاب التي تعاطفت مع الشعب السوري ، حتى ان الأكراد في تركيا استطاعوا ان يحصلوا من الحقوق في فترة حكومتها لم يستطيعوا تحصيله في زمن سيطرة الاحزاب السابقة.