لمَ يا أمّي ؟
كان غافيا عندما سُرق حلمه الصغير
كهالة من براءة
يهدهدها سرير
فقَذَفت به في اليمّ
لم يكن في تابوت
بل في فقاعة من وهم
نفخته من روحه البريئة
وقدمته قربانا لمردة البحر ..
لكنها خافت عليه
فلحقت به
فأَغرقت اليابسةَ وراءهما من شدة فرحها
وتحول بصرها و قلبها الى السماء
وانتظرت البشرى
من صمت بحر
أو .. بحر صمت
………………………
لكن .. أيها البحر الغريب
هلا أخبرتهما عن كمائنك
عن أمواج اقترفتها .. من رؤىً وكوابيس مبعثرة
وهل زاد مِلحُكَ من دمع أمّ ؟
أو من دمع طفل لم يعرفك
وهل بدت لك سوءتك ؟
وقد تركتَهُ هكذا .. ؟
محلقا فوق ظلماتك
يتمايلُ كلحنٍ فكرة ..
يصارع سيمفونية أمواجك الغاضبة
ثم بَخِلتَ حتى بصوت نوارس البشرى
تنادي على التاهين
بأن جزيرة هناك .. في البعيد
خلفَ موجةٍ أخيرةٍ
بحجم قبر
………………………………..
هاهنا زبدٌ كثير .. من آمالٍ وأحزان
تلفظها الأمواج فجر كل يوم
نحو شاطىء البداية
وأول الحكاية
فلمَ الحاجةُ للزجاجةِ والرسالة ؟؟
فهذه الأجساد الممددة
ليست سوى كلمات متعبة
مكتوبة على صفحات الشواطىء المُذَهّبة
تروي حكاية أمّ
خافت على طفلها
فألقت به في اليم
فلا هي أرضعته
ولا أرسلته الى فرعون
ليعود صيداً في شبكة موت
مكفناً باللّوم والعَتب
لمَ يا أمّي
ألقيتني في اليمّ ؟؟
……………………..