هل ستستأنف الولايات التركية منح الكملك للسوريين ؟
آراء
بعد قرار ادارة الهجرة في تركيا ايقاف منح الكملك للسوريين في الولايات التركية كافة ، يتساءل بعض السوريين وخصوصا من أصحاب المواعيد والمحولين من ولايات مغلقة ( بموجب اذن سفر ) اذا كان هذا القرار قد اتخذ بشكل نهائي ، أم أنه قرار مؤقت تم اتخاذه بسبب الظروف السياسية الراهنة واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في عام ٢٠٢٣ .
ولمعرفة الجواب على هذا السؤال، يرى بعض الناشطين ضرورة قراءة الواقع بشكل عقلاني والاحاطة بالمستجدات السياسية المتغيرة بشكل مستمر .
وبحسب المناخات والمتغيرات السياسية و الاقتصادية الحساسة التي تمر بها المنطقة ، فإن البعض يرى أن الأمل ضعيف جدا في اتخاذ اي قرار ايجابي بخصوص استئناف الولايات اعطاء الكملك للسوريين لعدة أسباب منها :
– زيادة اعداد اللاجئين بشكل عام والسوريين بشكل خاص ، حيث أكدت ادارة الهجرة ان هنالك ما يقارب ٤ مليون لاجىء سوري فقط على الأراضي التركية ، بينما يصر كثير من اقطاب المعارضة على تكذيب الاحصائيات الواردة من ادارة الهجرة حيث أن أعداد اللاجئين – حسب زعمهم – يفوق ال١٠ مليون لاجىء ، كما يتهمون الحكومة بسعيها لتجنيس السوريين جميعا .
– الأوضاع الاقتصادية المتردية و المتمثلة بزيادة التضخم والبطالة ، حيث كثرت في الآونة الأخيرة لقاءات وحوارات الشارع التي يجريها عدد من الشبان الاتراك لمعرفة آراء وردات فعل الشارع التركي حيال الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأزمات المختلفة وفي مقدمتها ” أزمة اللاجئين ” .
– تصاعد الأصوات المطالبة برحيل السوريين خصوصا من طرف بعض الأحزاب المحسوبة على اليمين المحافظ ، كحزب ” الرفاه من جديد ” ، والذي يتزعمه ” فاتح أربكان ” نجل رئيس حزب الرفاه الراحل ” نجم الدين أربكان ” مبررين موقفهم بزعمهم انتهاء الحرب في سوريا .
– التصريحات المتعاقبة من قبل مسؤولين أتراك والمتعلقة بالمناطق الآمنة ، وقيام تركيا بتأمين المستشفيات والجامعات والمدارس و البنى التحتية والوحدات السكنية لاسكان السوريين المتواجدين على الأراضي التركية مستقبلا .
– اغلاق عدد كبير من الأحياء في جميع الولايات التركية ، وذلك بعد الشكاوى المتكررة التي تقدم بها بعض المواطنين للمخاتير ، والذين نقلوها بدورهم الى ادارات الهجرة في الولايات .
– اعادة افتتاح عدد من المخيمات التي أُفرغت سابقا من قسم من اللاجئين لاستقبال القيد الأولي ( البصمة الأولى) ، حيث يتم ارسال كل الراغبين بالحصول على الكملك في جميع الولايات التركية والمخالفين الى هذه المخيمات لدراسة وتقييم أوضاعهم ومن ثم منحهم الكملك في حال موافقتهم للشروط المطلوبة .
– الاعلان عن عمليات مرتقبة للجيش التركي في مناطق من شمال سورية لتطهيرها من الارهابيين ، الامر الذي يسهل عودة اصحاب تلك المناطق لاراضيهم واستقرارهم .
– مخاوف ناشطين وحقوقيين من قيام الامم المتحدة بقطع المساعدات التي تعهدت بتقديمها للاجئين في تركيا في ظل تراجع الاوضاع الاقتصادية التي بدأت تظهر ملامحها في بعض الدول الاوربية إبان الحرب الروسية الاوكرانية واستمرار تهديد الروس بقطع الغاز والحبوب عن أوربة .