هل سيعود السوريون الى بلادهم ؟
الاستاذ طه الغازي
آراء
خلال حوار له مع احدى وسائل الاعلام التركية أكد الناشط الحقوقي السوري الاستاذ ” طه الغازي ” أن اللاجئين في دول العالم جميعا كانوا مصدر قوة لهذه الدول وليسوا مصدراً للأزمات باستثناء الوضع في تركيا ، فهناك جهات معروفة من المعارضة تعتبر وجود السوريين المقيمين تحت بند الحماية المؤقتة مصدرا للأزمات السياسية والاقتصادية .
وبرر الاستاذ ” طه العازي ” هجرة حوالي ٢٥ ألف سوري الى أوربة – بحسب إحصائيات إحدى وسائل الاعلام التركية – بتعرض عدد كبير منهم للعنصرية ، والخوف من المشاريع التي تطرحها الحكومة حول العودة الطوعية أو المصالحة اوفتح قنوات اتصال مع نظام الأسد ، حيث أن السوريين لا يمكن أن يقبلوا بالعودة الى نظام قاتل ارتكب بحقهم مجازر وحشية وصلت به الى حد استخدام السلاح الكيماوي ضدهم . كما أن هناك أسباب أخرى لهجرة السوريين تتعلق بالمشاكل الاقتصادية التي تمر بها البلاد ومشكلة التضخم ، فالضرر الناشىء عن التضخم الذي سيتأثر به المواطن التركي ستكون له تداعيات مضاعفة على اللاجىء البسيط الذي يعاني اصلا من مشاكل اقتصادية .
وردّاً منه على سؤال حول قيام الأسد باصدار عفو عام يشمل جميع من غادرو البلاد الى دول أخرى ، فقد شدد الاستاذ طه الغازي على أن الشعب السوري لا يثق بنظام الأسد ابدا ، وهناك امثلة كثيرة عن بعض الأشخاص والعائلات الذين عادوا الى سوريا سواء من لبنان أو تركيا وتعرضوا للقتل والتعذيب والاخفاء .
وانتقد السيد غازي وصف بعض المعارضين الأتراك للسوريين المقيمين في تركيا بالجهاديين والمتطرفين ، مؤكدا ان السوريين كما هربوا من بطش النظام السوري فانهم هربوا ايضا من داعش ، حيث أن الشعب السوري يشبه الشعب التركي في تركيبته و يحوي طوائف عدة وأشخاصا يمتلكون افكارا متباينة ، لكنه لا يملك أفكارا جهادية متطرفة .
وفيما يتعلق بموضوع الاندماج فقد قارن السيد غازي بين الدورات التي تقام في تركيا والدورات التي تتبناها دول أوربية كألمانيا على سبيل المثال ، فالاندماج في المانيا يقوم على ركيزتين اثنتين أولهما تعلم اللغة الالمانية من قبل الأجانب ، وثانيهما هو تدريب الشعب الألماني على كيفية العيش مع اللاجئين .
وأضاف السيد غازي بأن كثيرا من السوريين المقيمين في تركيا يحملون شهادات أكاديمية وجامعية ، ففيهم الطبيب والمهندس والمحامي ، وقد كان لهم الفضل في ابداعات واكتشافات علمية عظيمة يشهد لها التاريخ في دول اوربية وامريكية ، وخير مثال على ذلك العالم والطبيب التركي الذي اكتشف العلاج المضاد لفيروس كورونا .
ودعا الناشط الغازي اولئك العنصريين الى التفكير في مستقبل كل من تركيا وسوريا في حال زوال نظام الأسد وعودة السوريين الى بلادهم ، حيث سيحمل كثير من السوريين في ذاكرتهم آلاما وأحزانا تسبب أولئك العنصريون ، وأكد أن انتهاج هذه السياسة الفاشية من قبلهم ستؤدي مستقبلا الى خلق سوريا جديدة معادية لتركيا بسبب قصر تفكيرهم وعدم ادراكهم بأن الأجيال التي نشأت وترعرعت وتعلمت في المدارس والجامعات ونهلت من الثقافة التركية سيكونون سفراء لتركيا في بلدانهم حين عودتهم ، وأنهم سيسهمون في توطيد وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين سوريا وتركيا في المستقبل .
